موضوع: ماذا بعد أهداف التضخم؟ الأحد يوليو 11, 2010 3:58 pm
ماذا بعد أهداف التضخم؟
صموئيل بريتان
تتعلق السياسة الاقتصادية بأكثر من مجرد التنظيم المصرفي، الذي يكون في كثير من الأحيان (مثل أي تنظيم آخر) بمنزلة إغلاق باب الاسطبل بعد انطلاق الخيول. ويجب ألا ننسى الهدف التقليدي، وهو توفير إطار للنمو الاقتصادي مع التضخم المنخفض. والأداة الرئيسة لتحقيق هذا هي أهداف التضخم التي تسعى إلى تحقيقها البنوك المركزية شبه المستقلة، عن طريق سعر الفائدة الرسمية قصير الأجل جداً. وكما يشير روبن برينجل، محرر Central Banking، في العدد الأخير من هذه المجلة: ''قد لا ينجو الإطار الحالي المهيمن للسياسة النقدية من ارتباطه بالأزمة، وربما لا يستحق ذلك''. وهناك كثير من الإشارات التي تدل على أن كثيرا من البنوك المركزية تريد التشبث، مثل العلقة، بهذا الإطار الفاشل. لكنني أشك في قدرتها على تجنب إعادة النظر. لقد فشل النظام القديم لأسباب كثيرة. والانتقاد الأكثر شيوعاً هو أنه ركز على التضخم، حيث أهمل النمو. علاوة على ذلك، ركز على نوع واحد فقط من التضخم – الأسعار الاستهلاكية - حيث أهمل أسعار الأصول. لكن الأهم هو أنه ولّد شعوراً زائفاً بالأمن. وليست هناك صيغة سحرية تعالج كل هذه العيوب. لكنني طالما أيدت النظام الذي يتدرج فيه التحسن. أي استبدال نهج يستهدف حركة الإنفاق في الاقتصاد، أو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بنظامنا المتمثل في استخدام السياسة النقدية فقط لاستهداف التضخم. ثمة عقبة كبيرة تقف في طريق اعتماد هذا النهج، ألا وهي الاسم البشع الذي أطلقه عليه المهنيون الاقتصاديون. لكن ينبغي ألا يكون غامضا بالنسبة إلى أي شخص يستطيع العيش مع التعبير المألوف؛ الناتج المحلي الإجمالي. فمن السهل أن يحدث سهو عن التلاعب الذي تخضع له البيانات الخام كي يتم تقدير التضخم، أو الانكماش على غير حقيقته للحصول على الناتج المحلي الإجمالي الفعلي. فكل ما يعنيه الناتج المحلي الإجمالي الاسمي هو الدخل والنفقات بالأسعار الفعلية دون هذا التلاعب. ويمكن تقديمه كإدارة الطلب مع قفل تضخمي، أو هدف للعرض النقدي معدل حسب السرعة. خلال فترة الاعتدال العظمى في التسعينيات وأوائل القرن 21، كان نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي يراوح في المملكة المتحدة عند معدل يزيد قليلا على 5 في المائة سنويا. وفي أدنى نقطة في فترة الركود العام الماضي، انخفض إلى ناقص 5 في المائة. ووفقا لتقديرات بنك إنجلترا، ينمو الآن بنسبة 3.5 في المائة، إلا أن هذا يمثل تضخماً متجدداً أكثر مما يمثل نشاطاً حقيقياً. وربما يوضح هذا الخاصية الأهم لهدف الناتج المحلي الإجمالي الاسمي. فعند معدلات التضخم المنخفضة يكون هدفاً للنمو وعامل ضبط للنزعة الحذرة المفرطة التي أصبحت رائجة جداً الآن. لكن عند معدلات التضخم الأعلى يجب أن يتراجع النمو لصالح استقرار الأسعار. والإجابة عن سؤال ''كيف يمكنك تحقيق هدف الناتج المحلي الإجمالي الاسمي؟'' هي من خلال الأدوات النقدية العادية وأدوات السياسة المالية العامة. وكل ما يستطيع الناتج المحلي الإجمالي الاسمي فعله هو منح بعض الحس بالاتجاه. ومن المهم عدم المبالغة بحسنات الناتج المحلي الإجمالي الاسمي. مثلا، ليس له فائدة للأجل القصير. ويتم نشر تقديرات هذا المتغير في المملكة المتحدة كل ثلاثة أشهر مع تأخر لشهرين آخرين. ولا شك أنه لو كان هناك اهتمام كاف، يمكن تحسين البيانات. ومع ذلك، قد يتقلب بطريقة متقطعة من فصل إلى آخر، وللحصول على اتجاه عام ذي معنى، سيكون من الأفضل اتخاذ متوسط متحرك. ولن يلغي أيضاً الحاجة لمراقبة فقاعات الأصول باعتبار ذلك مصدر قلق منفصل. هناك أيضا تساؤلات حول ما إذا كان يجب أن يكون هناك هدف وطني أو دولي وكيف يمكن لكل لدولة أن تتفرد برأيها باتخاذ موقف منعزل. وتنشأ أيضا المعضلة القديمة حول ما إذا كان يجب إصدار توقعات رسمية وكيفية فعل ذلك. والأهم من ذلك هناك مسألة ما يجب فعله بشأن ''انجراف الأساس''. ومن حيث الرسم التخطيطي: هل نحن بحاجة إلى فترة من نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي فوق المعدل الطبيعي لتعويض الركود الأخير؟ أم هل نسامح ونقول عفا الله عما سلف؟ بالطبع، تبرز أيضا تساؤلات مماثلة فيما يتعلق بالأهداف البديلة، مثل الأهداف النقدية، أو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي. ويركز كثير من النقاشات المتعلقة بالسياسة على الوسائل دون تحديد الأهداف. والناتج المحلي الإجمالي الاسمي يوضح على الأقل وجهة معينة.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
الأحد يوليو 11, 2010 3:58 pm